خوض المقاومة على طريق التهجير

قالت جيهان مصطفى، التي اضطرت للنزوح عن الشهباء إلى المناطق الآمنة بسبب هجمات مرتزقة الدولة التركية، "لقد تعرض شعبنا لظلم كبير وعانى الكثير، لكننا سنواصل الدفاع عن أراضينا وسينتصر شعبنا".

شن مرتزقة الجيش الوطني السوري التابع للدولة التركية هجماته على الشهباء بتاريخ التاسع والعشرين من تشرين الأول الفائت، حيث قرر مجلس مقاطعة عفرين-الشهباء إجلاء أهالي المنطقة إلى مناطق آمنة حفاظاً على سلامة الأهالي، وبدورها، تحدثت جيهان مصطفى التي أُجبرت على التهجير قسراً للمرة الثانية بسبب مرتزقة الدولة التركية، عن الأحداث التي جرت معهم.

 

من عفرين إلى نبل والزهراء

أُجبرت جيهان مصطفى البالغة من العمر 60 عاماً، من أهالي قرية قره بابا التابعة لعفرين، بينما كانت تعيش بسلام واطمئنان مع أبنائها الخمسة، على المضي في خوض غمار رحلة حياة جديدة جراء هجمات الدولة التركية على عفرين، مشيرة إلى الهجمات التي شُنّت على عفرين عام 2018، وقالت بهذا الخصوص: "لقد تم إخلاء القرية، ولم يتبق فيه أحد"، وذكرت أنهم تخلفوا عن الركب نظراً لأنه لم يكن لديهم سيارة تقلهم من هناك، وأضافت جيهان مصطفى: "إن هذه الحادثة قد تسببت بتشتت عائلتنا وجعلتنا نضطر للهجرة قسراً، ذهبنا أولاً إلى راجو، ومن ثم ذهبنا إلى مركز مدينة عفرين، ومن هناك كان علينا الذهاب إلى بلدتي نبل والزهراء، وقد كنا في كل خطوة نخطوها خائفين وقلقين جراء الهجمات والوضع الغامض".

توجهت إلى أهالي الشهباء

ذكرت جيهان مصطفى، إنهم لم يحظوا بالاستقرار في نبل والزهراء، وتابعت: "لقد واجهنا الكثير من الصعوبات إضافة إلى إننا نعاني من الجوع والعطش، وقد علمت جيهان مصطفى بعد مدة قصيرة باستقرار الأهالي في منطقة الشهباء ومن ثم قررت الانتقال إلى الشهباء برفقة أطفالها، وقالت جيهان مصطفى: "لقد كان وضع شعبنا جيداً حيث كانوا يؤدون أعمالهم، على الأقل كنا مرتاحين لهذا الأمر".

وذكرت جيهان مصطفى أنها اضطرت إلى الذهاب إلى حلب بسبب مشاكل صحية كانت تعاني منها، وأردفت قائلةً: "لقد خرجتُ من الشهباء ولكن أبنائي بقوا هناك، وعندما وجدت منزلاً صغيراً في حلب جاءت ابنتي لتعيش معي نتيجة للمشاكل الصحية، وباقي أبنائي الآخرين كانوا يقيمون في تل رفعت"، وقالت جيهان مصطفى بأنها وبعد فترة من الوقت استقرت مع ابنتها في الشهباء.

الرحلة التي بدأت مع احتلال الشهباء

أفادت جيهان مصطفى، بأنهم كانوا يتعرضون للقصف المستمر في الشهباء، وقد تحدثت عن الهجمات الأخيرة للاحتلال: "كان يتم قصفنا بقذائف الهاون، حيث كان الأطفال خائفين، مما جعلنا نشعر بالصدمة ولم نعرف ما الذي يجب علينا فعله، وبعد وصولهم إلى نقطة تفتيش بلدة الأحداث، رأوا أن الناس لا يتجهون إلى الإحداث بل إلى فافين، كما أنها اتصلت مع ابنها وطلبت منه الذهاب إلى أمام المستشفى، وتابعت جيهان مصطفى: "كان من الصعب العثور على سيارة على الطريق وفي النهاية توقفت سيارة أجرة فارغة وأوصلتني إلى أمام المستشفى وبعد وصولي إلى فافين، ضعتُ وسط الازدحام الكبير، لذا سرت هناك مع الحشود واضطررتُ البقاء في الخارج وفي البرد لمدة ثلاثة أيام، إضافة عن انقطاعي عن عائلتي لمدة ثلاثة أيام، ولقد وصلتُ إلى مدينة الرقة مشياً على الأقدام، وفي نهاية اليوم الرابع التقيتُ بعائلتي وبأبنائي حيث استقبلني ابني عند بوابة الملعب".

ولفتت جيهان مصطفى الانتباه إلى الصعوبات والمشقات التي واجهتهم بسبب التهجير، وقالت: "لقد تعرض شعبنا لظلم كبير وعانى الكثير، لكننا سنواصل الدفاع عن أراضينا وسينتصر شعبنا".